السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤال ابنكم ومحبكم في الله عثمان بن صالح من دولة الكاميرون يسأل: عن مفهوم هجر المبتدعة، وتفاصيله، بعض العلماء يقولون لا هجر إلا لمصلحة راجحة، والبعض يقول؛ يجب هجر المبتدعة على كل حال، أفتونا مأجورين بارك الله فيكم…
ج/ مرحبًا يا أخي عثمان، مسألة هجر المبتدعة مسألة ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة من السلف والخلف، ولا نزاع بين أهل العلم المعتبرين في مسألة هجر أهل البدع من حيث الجملة.
وأما التفصيل في المسألة فيقال:
الذين يجب هجرانهم أولًا: يجب أن يثبت بالأدلة الصحيحة الصريحة الواضحة أنهم من أهل البدع ويحكم عليهم بذلك أهل العلم المعتبرين، وليس كل من هب ودرج.
ثانيًا: إن ثبت أنهم من أهل البدع، فإن كان في هجرهم مصلحة راجحة فيجب هجرهم، وإن كان في هجرهم مفسدة راجحة فتجب لهم النصيحة مع البعد عن اللقاء بهم قدر المستطاع؛ لأن اللقاء بهم قد يكون لقاءً اضطراريًّا في بعض الأماكن وهذا لا ينجو منه أحد، ولا يؤاخذ عليه أحد، وقد يكون لقاءً اختياريًّا إذا كان في ذلك مصلحة للمناصحة والمناقشة؛ لأن الهجر كالدواء، إن كان ينفع المريض فيعطى منه بقدر، وإن كان يضره فلا يعطى منه، ويُعالج بدواء آخر.
كل هذا لمن كان عنده أهلية لمناصحة أهل البدع وفساق الشبهات، أما العوام ومن ليس عندهم أهلية فيجب عليهم البعد عن أهل البعد والأهواء وقايةً لهم منهم؛ فالهجر الوقائي ثابت بالإجماع.
والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
أجاب عنه فضيلة الشيخ الوالد أبو عمار محمد بن عبد الله باموسى
حفظه الله ورعاه.