Play
Stop
الحل الوحيد الصحيح للقضية الفلسطينية
لفضيلة شيخنا أبي عمار محمد بن عبدالله باموسى حفظه الله
تفريغ المادة الصوتية
*الحل الوحيد الصحيح للقضية الفلسطينية*
لفضيلة الشيخ
*أبي عمار محمد بن عبدالله باموسى حفظه الله*
__________________
*بسم الله الرحمن الرحيم*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد كثيرٌ من الناس يسأل عن الحل الوحيد الصحيح الجذري للقضية الفلسطينية في نظر السلفيين؟ ويقول: ولماذا لا نسمع لهم ضجيجاً كغيرهم?
والجواب-ومن الله استمد العون والصواب، ونحن اليوم في يوم الاثنين الموافق للخامس من شهر شوال لعام اثنين وأربعين ومائة وألف من الهجرة أقول:
*أولاً]*: القضية الفلسطينية قضية جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بدون استثناء وهذه من المسلمات ومن الثوابت ومن القطعيات ولا تحتاج إلى مزايدة ومكايدة من بعض الجماعات الإسلامية؛ فإن قضيتنا مع اليهود والنصارى قضية دينية بالدرجة الأولى، وليست قضية أرضية فقط-كما قال بعض الجماعات الإسلامية-والشاهد على هذا أن من أوائل المجاهدين الأبطال في فلسطين هو من السلفيين؛ وهو محمد عز الدين القسام، وغيره كثير، فكان رحمه الله منبراً للدعوة السلفية في فلسطين وقبل ذلك في سوريا، وكان يلقب بالوهَّابي، وكان يجاهد رحمه الله بقلمه ولسانه ونفسه وهذا واضحٌ جليٌ في كتابه المطبوع الذي ألفه في سنة (1925 م) بعنوان: (النقد والبيان في دفع أوهام خزيران الصوفي) رد فيه عليه، ورد فيه على الصوفيين والخرافيين
*ثانيا*: لا شك أن جميع المسلمين آثمون- الحكام والشعوب-؛ لأنهم لم يقوموا بالأسباب الشرعية الصحيحة لاستعادة المسجد الأقصى، والفرض الكفائي-يا اخواني-إذا لم يقم به البعض الكافي أثم الجميع كما هو مقررٌ عند علماء الأصول إلا بعذرٍ شرعي
*ثالثاً*: إن السلفيين في أنحاء العالم هم الذين يدافعون عن الإسلام والمسلمين وقضايا المسلمين في كل مكان بحق؛ ومنها قضية القدس الشريف، فهم الذين لا يُغيِّرون ولا يتغيَّرُون، فدعوتهم واضحة جلية كالشمس في رائعة النهار؛ دعوة الى التوحيد، ودعوة الى السنة، ودعوة الى العلم، ودعوة الى الدين الصافي الصحيح؛ وهذه دعوة الأنبياء والمرسلين، وهذه هي أسباب النصر الحقيقية- أقول: وهذه هي أسباب النصر الحقيقية-، وأهل السنة هم الذين يصلحون ما أفسد الناس كما جاء في الحديث الذي يحسنه بعض أهل العلم، وهم الذين يعلمون الناس كيف يرجعون إلى دينهم، وكيف يسترجعون بلدانهم وأوطانهم ومقدساتهم بالطريقة الشرعية الصحيحة.
وقضية فلسطين حاضرة في أذهانهم تصرخ بها المنابر السلفية والمؤلفات الأثرية كل ذلك لله ومن أجل الله؛ عقيدة نلقى بها ربنا يوم نلقاه.
*رابعاً*: وصيتي لإخواني المسلمين في فلسطين-بغض النظر عن التوجهات والتيارات والمناهج المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة-فنحن الآن بين إسلامٍ وكفر، وفي خندقٍ واحد؛ قال الألباني رحمه الله: “إذا كانت جميع الطوائف الإسلامية تواجه الكفر فلا ينبغي نقدهم في مثل هذه الظروف وفي مثل هذه الحالة لأن المسألة مسألة إسلام وكفر”
فوصيتي لهم أولاً: أن يعملوا بأسباب النصر الحسية والمعنوية قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60] فالإعداد هنا ينقسم الى قسمين-كما قال العلماء- {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} ما هذه القوة؟
– قوة معنوية، وقوة حسية
إعداد معنوي؛ وهذا يقوم به العلماء والدعاة من تعليم الناس العقيدة الصحيحة وشحن القلوب بالإيمان بالله سبحانه وتعالى وتعاليم الدين.
والإعداد الحسي يقوم به الأمراء والحكام والذي يتمثل في إعداد الجيوش وتصنيع السلاح وغير ذلك؛ فإن الله يقول في كتابه الكريم: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]
فنصر الله للمؤمنين مشروط بنصره، ونصر الله يكون بإقامة شرعه ودينه؛ قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40] من هذا يتبين أنه لا بد من الإعداد الحسي والإعداد المعنوي بنص القرآن الكريم، وأن المواجهة لليهود بدون هذين الشيئين خطأٌ فادح! بدليل العقل والنقل؛ فإن اليهود يتفوقون على المسلمين في فلسطين عدداً وعدة في هذه الأيام.
وفي هذه الحالة يجب الإحجام عن المصادمة المسلحة في مثل هذه الظروف، وفي مثل هذه الحالة فقط.
قال ابن القيم رحم الله: “الإحجام في موضع الإحجام شجاعة، والإقدام في موضع الإقدام شجاعة”.